فرض ضريبة الشركات في الإمارات العربية المتحدة
فرض ضريبة الشركات في الإمارات العربية المتحدة
بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة (الإمارات العربية المتحدة) مؤخرًا في تطبيق ضريبة الشركات بنسبة 9%، وهو ما يمثل تحولاً كبيرًا في المشهد الضريبي في البلاد ومن المثير للاهتمام، أن هذا الإجراء الجديد يعفي الشركات العاملة داخل المناطق الحرة العديدة في البلاد، مما يعزز سمعة الإمارات العربية المتحدة كقوة تجارية إقليمية رائدة.
وقد أوضحت وزارة المالية الإماراتية اللوائح الجديدة. ستخضع الكيانات المؤهلة داخل المناطق الحرة التي يزيد عددها عن 30 منطقة حرة في الإمارات العربية المتحدة، والتي تُعد مصدرًا مهمًا لإيرادات التصدير، للضريبة بمعدل 0%. وينطبق ذلك حتى عند القيام بأنشطة استراتيجية مثل التصنيع ومعالجة السلع والخدمات اللوجستية في البر الرئيسي.
تم تصميم هذه الاستراتيجية الضريبية بعناية لرعاية القطاعات الاستراتيجية داخل المناطق الحرة. وفي حين قد تحدث درجة من الهجرة، يبقى الهدف الأسمى هو الحفاظ على جاذبية الإمارات العربية المتحدة كوجهة جاذبة للأعمال.
يتماشى الأساس المنطقي وراء فرض هذه الضريبة مع التدابير الدولية التي تهدف إلى مكافحة التهرب الضريبي، فضلاً عن إدارة التحديات التي يفرضها التحول الرقمي للاقتصاد العالمي. لا تزال الإمارات العربية المتحدة منطقة لا تُفرض فيها ضرائب على الدخل الشخصي.
يظهر اتجاه الإصلاح الضريبي تدريجياً في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، التي تعتمد تقليدياً على الإيرادات الهيدروكربونية لتمويل الميزانيات. وفي عام 2017، وافقت الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي على فرض ضريبة القيمة المضافة، مما يمثل تحولاً نحو تنويع مصادر الإيرادات.
ووفقًا لتقديرات وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني، يمكن لهذه الضريبة الجديدة أن تعزز الإيرادات السنوية للإمارات السبع في الإمارات العربية المتحدة بنسبة تتراوح بين 1.5% و1.8% من الناتج المحلي الإجمالي اعتبارًا من عام 2025، استنادًا إلى نموذج ضريبة القيمة المضافة. وينص هذا النموذج على أن 70% من الإيرادات تذهب إلى الإمارة التي قامت بتحصيل الضريبة، على أن يتم توجيه الجزء المتبقي إلى الحكومة الاتحادية.
وتجدر الإشارة إلى أن التوزيع الدقيق للإيرادات الضريبية بين الإمارات الفردية لم يتم تفصيله بعد، ولم يتضح بعد التأثير الكامل للضريبة على تنويع الإيرادات الحكومية بعيدًا عن قطاع النفط.
وتُعتبر نسبة 9% التي تفرضها الإمارات العربية المتحدة على الدخل الخاضع للضريبة الذي يتجاوز 375,000 درهم (حوالي 100,000 دولار) هي الأقل في دول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء البحرين التي لا تفرض ضريبة عامة على الشركات. وبالمقارنة، تفرض المملكة العربية السعودية ضريبة بنسبة 20%، وقطر 10%، والكويت وعُمان 15% على الشركات المملوكة للأجانب.
ويعتبر الخبراء هذا الإصلاح الضريبي خطوة حاسمة في مواءمة الإمارات العربية المتحدة مع أفضل الممارسات العالمية. وفي حين أن الحفاظ على القدرة التنافسية على المستويين الإقليمي والعالمي لا يزال أمراً بالغ الأهمية، إلا أن معدل الضريبة لا يعتبر مرتفعاً بشكل مفرط، لا سيما عند مقارنته بالولايات القضائية الأخرى في جميع أنحاء العالم.
ستدخل الضريبة الجديدة على الشركات حيز التنفيذ عندما تبدأ السنوات المالية للشركات، مع عدم استحقاق الإقرارات الضريبية الأولى حتى عام 2025.
يتزامن تطبيق ضريبة الشركات في الإمارات العربية المتحدة مع الحد الأدنى العالمي لضريبة الشركات الذي اقترحته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD). وتفرض هذه الضريبة العالمية، التي وافقت عليها 136 دولة موقعة بما فيها الإمارات العربية المتحدة، حداً أدنى للضريبة بنسبة 15% للحد من التهرب الضريبي من قبل الشركات الكبرى.
وفي حين أن الإمارات العربية المتحدة لم تعلن بعد عن كيفية تطبيق ضريبة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلا أن إطلاق نظامها الضريبي الخاص بالشركات يعد إجراءً استباقيًا. فإذا لم تكن الإمارات العربية المتحدة قد أطلقت نظامها الخاص، فمن المحتمل أن يكون لدولة أخرى تعمل فيها الشركة الحق في تحصيل الضريبة البالغة 15%.
وينص التشريع الضريبي الجديد في الإمارات العربية المتحدة على معدل ضريبي بنسبة 0% أو 9%، مع أحكام خاصة بأصحاب الدخل الأصغر واستثناء الدخل الشخصي من العمل والاستثمار والعقارات. تهدف هذه المقاربة المتوازنة إلى دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، مع عدم تشجيع الشركات على الانتقال من الإمارات العربية المتحدة.
اترك تعليقًا
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة تحمل علامة *