العدة في قانون الأحوال الشخصية الإماراتي

العدة في قانون الأحوال الشخصية الإماراتي

العدة في قانون الأحوال الشخصية الإماراتي

الأستاذة/ شهد زايد الشامسي

تحظى الحياة الزوجية بأهمية كبيرة وقد احاطها الشرع والقانون بالرعاية والحماية الا أنه قد يطرا عليها عوارض تؤدي الى انفصامها كالوفاة والطلاق وحرصا من الشارع الحكيم على تحقيق مصلحة الأسرة والمجتمع فقد شرع العدة التي تحمل في جوهرها اهمية وذلك لما فيها من حماية الرابطة الاسرية وتوابع الحياة الزوجة وما قد ينتج عنها من آثار شرعية واجتماعية اولاها المشرع عناية خاصة وعلى ذلك تبنى احكام الشريعة الإسلامية فيما يخص موضوع العدة مع إضفاء بعد قانوني يراعي مصلحة الأسرة واستقرارها.

وقد أوجب القانون العدة في حالتي الطلاق أو الوفاة، بشرط أن يكون الزواج صحيحًا، حتى وإن لم يتم الدخول. فكانت العدة في حالة الوفاة، تبدأ من تاريخ الوفاة، أما في الطلاق القضائي، فكانت العدة تحسب من تاريخ صيرورة الحكم باتًا. أما في حال الطلاق بالإقرار أو البينة، فتُحتسب العدة من تاريخ إثباته في المحكمة، ويُعتد بتاريخ الإقرار ما لم يثبت خلافه. وفي كل هذه الحالات، لا يجوز للمرأة الزواج قبل انتهاء العدة.

ونظرًا لأن الإنجاب نتيجة طبيعية للحياة الزوجية، فقد أولى القانون العدة عناية خاصة. فعدة الحامل تنتهي بوضع الحمل أو سقوطه. أما غير الحامل، فعدتها تختلف وجاءت بحسب القانون

ثلاث حيضات لمن تحيض

ثلاثة أشهر قمرية لمن انقطع عنها الحيض أو لا تحيض أصلاً.

إذا جاءها الحيض أثناء العدة، تبدأ من أول طهر يليه.

اما المرآة المتوفي عنها زوجها اذا كانت بغير الحمل كانت عدتها مقدارها أربعة أشهر وعشرة أيام وجاءت هذه المدة بما ينسجم مع احكام الشريعة الاسلامية، وذلك سواء تم الدخول بها أم لا.

اما إذا توفي الزوج أثناء عدة طلاق رجعي، تنتقل المرأة إلى عدة الوفاة، ولا يُحسب ما مضى من العدة السابقة.

وجاء المشرع في حالات الخلع أو الفسخ أو الطلاق البائن، على ان المرأة تكمل عدتها الأصلية ولا تعتد بعدة الوفاة، إلا إذا وقع الطلاق في مرض الموت دون طلب منها، فكانت عدتها اطول العدتين.

وتُعتد عدة الطلاق إذا تم الدخول وكان العقد باطلا ثم توفي عنها الزوج.

وفي حال توفي أحد الزوجين أثناء نظر الاستئناف أو الطعن. تُحسب العدة من تاريخ صدور الحكم.

يتضح لنا من كل ما تقدم أن احكام الشريعة الاسلامية جاءت متناغمة بما ينسجم مع مصلحة العلاقة الاسرية فكانت العدة وسيلة للتأكد من براءة الرحم، وتهدئة النفس، ومنع الضرر، مع احترام وضع المرأة ومكانتها فجاءت احكامه جامعة بين المصلحة والمنفعة .

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة تحمل علامة *

    Related posts